صباحا أفاقنا العيد ، ذلك الهرم الحزين الذي ما عهدناه كذلك ،غزاه الشيب مرارة ،بدلت ملامحه الأيام ،ثيابه رثة سوداء،أطفاله صامتون لا صوت فرح لديهم ، وحديث الحرب في عمرهم بات بديلا عن الألعاب،أفاقنا ومضى يسابق فجره ،تاركا كل البيوت مشرعة النوافذ والأبواب ،كل الساحات فارغة متهالكة من الأوجاع، يتعثر بين الأزقة والدروب ليصل هناك حيث رياض الشهداء.
وهناك فقدناه بين زحمة الأهات ،أضعناه بين وجوه الثكالى ،أنهكنا البحث عنه بين قبور أغلى الشباب ،فوجهنا النداء لصاحب الأمر أن هذي الشهابية يا سيدي أوفت الوعد ولبت لك النداء وإن لا زال الزاد قليلا خذ حتى ترضى فلقدومك ترخص الأرواح ،وغدا يا سيدي كلها سترفع القبضات ستعيد البيارق خافقة في حناياها، ،والعيد لا بد سيحضر فعرسها مهيب ،وعريسها أجمل عريس ،سنخبره أن أعيادنا مآتم لكنها لا تحبط العزيمة بل تزيدنا عزا وافتخار ،وأن أطفالنا لباسهم في العيد بدلة بستعدون فيها للقتال ،وأن نساءنا عويلهن زغاريد ونثر ورود ودعاء
ننتظرك غدا ايها العيد واسمح لنا بأن نبدل لك كل المواقيت، فنحن أمة مع كل شهيد لها للنصر عيد