"دخلت هذه الاسماك مياهنا الاقليمية من قناة السويس وازدادت اعدادها بعد انشاء قناة السويس الجديدة لانها اكثر عمقا من الاولى"، يقول مدير المركز اللبناني للغوص يوسف جندي ان التغيير المناخي يلعب دورا هاما في دخول هذه الاسماك "فهذه السنة وصلت درجة حرارة مياه البحر الى 31 درجة وهذا سبب جديد لدخول اسماك غازية الى مياهنا".
يوضح جندي أن هناك 115 نوع أسماك دخيل تكاثر منذ 10 سنوات حتى اليوم، وآخرها كانت سمكة "النفيخة" وسمكة "القط" وسمكة "الاسد"، وهذه الانواع سامة بحسب جندي.
سمكة "النفيخة" تتسبب بنوعين من الضرر، يقول جندي، "لهذه السمكة قوارض عوضا عن الاسنان ما يتسبب بخسائر للصيادين إذ انها تمزق شباكهم وتقسم السمك داخلها الى قسمين"، وعندما تستخرج هذه السمكة من المياه "تفرز مادة سامة جدا على جسمها تسمم من يأكلها".
أما السبب في ارتفاع عدد هذا النوع في مياهنا الاقليمية فيعود الى العدو الاسرائيلي الذي كان يخصص مزارعا لها وكان يصدّرها الى اليابان التي تعتبر اكبر مستهلك لهذا النوع من الاسماك، على الرغم من انه يسجل 5% وفيات سنويا من متناولي هذا النوع في اليابان، وبعد ذلك انشأت اليابان مزارع وحققت اكتفاء ذاتيا من الاسماك لسوقها فاطلق العدو الاسرائيلي هذه الاسماك في البحر.
هذه السمكة غير مُهاجِمة حتى الان، يقول جندي، مشيرا الى احتمال تحولها الى مهاجمة خلال السنوات المقبلة اذا شعرت بالجوع.
أما سمكة "القط"، فلها شاربين وعلى ظهرها اشواك وذيلها يشبه ذيل الأفعى، "إذا لمسها أحد بعد اصطيادها يمكن ان تلدغه وتنقل الى جسمه مادة سامة جدا "، يوضح جندي.
أما النوع الاكثر حداثة في مياهنا الاقليمية فهو سمكة "الاسد" غير المهاجمة أيضا، وهي صالحة للأكل إلا انها تحمل على اطرافها اشواكاً سامة، "إذا لسعت الانسان يمكن ان تتسبب له بحالة تسمم قوية تحتاج الى دخول مستشفى" بحسب جندي، الذي يؤكد أن هذه الانواع لا تشكل خطرا على الغواصين والسباحين، "الخطر الوحيد الذي تشكله يكمن بعد اصطيادها".
لا حل لتجنب هذه الاسماك او الحد من تكاثرها ودخولها الى مياهنا الاقليمية، فالانواع الثلاثة هذه تشكل خطراً على من يجهلها، ولا يعرف التعامل معها.