تربية الفتاة ومسؤولية اﻷهل

تعد اشكالية تربية الفتاة في مجتمعنا ،وفي خضم كل ما يحيط ببيئتنا من شوائب من المعضلات التي ترهق الأهل ،وتدفعهم إلى التفتيش عن سبل لحماية فتياتهم ،وتنشئتهم نشأة سليمة ،فبعض الآباء يتخذ منحى القسوة والعزلة بقصد النأي بابنته عن كل المخاطر ،فيمنعها من الخروج من المنزل ويسعى جاهدا إلى حرمانها من كل وسائل التواصل حتى انه قد يصل به الافراط في القسوة إلى عدم الإصغاء لها واستعمال العنف كشكل من اشكال الضبط الأسري لحالة التفلت التي تعيشها فتيات مجتمعنا

 وبالمقابل هناك من  يعتقد  ان الفتاة يجب ان تنخرط في المجتمع ،وتجرب كل شيء، وقد يصل به الامر الى اختصار المراحل العمرية لابنته التي لا زالت في عهد الطفولة، بان يسمح لها باقتناء هاتف دون المراقبة بحجة الثقة التي كثيرا ما تكون وهما يعيشه الأهل ،او انطلاقا من فكرة انها لا يجب ان تشعر بعقدة نقص بين رفيقاتها، وما إلى ذلك من مبررات ،ولن نتحدث عن امتهان بعض الفتيان في عمر المراهقة المبكرة عادة شرب النرجيلة لأن لهذا الموضوع ما له من مسؤولية تقع على عاتق الاهل صحيا وأخلاقيا

 وعندما تخرج الأمور عن  السيطرة ؛يحاول الأهل إستعادة زمام الأمور ،فيكون الأوان قد  فات،لأن ما تعتاد عليه الفتاة سيصبح من صميم حياتها التي لا يمكن ان تستغني عنه

 لذلك على الأهل ان يكونوا على وعي واطلاع تام على اصول تربية الفتاة في الاسلام والنظر إلى ما حدده الدين لنا، والعمل به مع ما يتناسب مع تطورات عصرنا ،فلا الإفراط في القسوة مطلوب ولا التفريط في إعطاء الحرية صحيح ،فلا بد من رؤية شاملة يحدد اسسها بدقة كل من الاب والام، فيقدمان النموذج والقدوة في التعاطي، ويقدمان للفتاة الحصن الذي يحميها من كل ما يحيط بها من مخاطر ، فلا بأس باستعمال هاتف الأم بحيث تستغني عنه لساعة أو أكثر، ويمكن إفساح المجال لها في تحقيق ذاتها عن طريق الإصغاء لرأيها ومناقشتها وإشعارها بأهمية تحقيق ذاتها بالوعي والمعرفة وليس من خلال الشكل والملابس

حبذا لو نرتقي بفتياتنا المراهقات خاصة ،ليكن أمهات الغد الواعيات المثقفات القادرات على مواجهة كل ما يحاك من مؤامرات للقضاء على صورة الفتاة المسلمة المؤمنة التي تبني  لنفسها

صورة ناصعة بعيدة عن كل ملوثات هذا العصر